في خطوة تؤكّد التزامها بالمستقبل المستدام، تعتزم شركة بنتلي الكشف عن أول سيارة كهربائية بالكامل في تاريخها خلال عام 2026، على أن يبدأ الإنتاج الفعلي في 2027 من مصنعها الرئيسي في كرو، المملكة المتحدة.
هذا المشروع لا يُعد مجرد توسيع في تشكيلة المنتجات، بل يمثل تحوّلًا استراتيجيًا جريئًا لعلامة ارتبطت على مدى عقود بالفخامة الكلاسيكية والمحركات الكبيرة.
تصميم واتجاه السوق
- تنطلق بنتلي لهذا المشروع بطراز SUV كهربائي يستهدف المدن الكبرى والحياة الحضرية، مع طول يقلّ عن خمسة أمتار، مما يجعله أكثر ملاءمة لمتطلبات التحرك في الشوارع الضيقة ومواقف السيارات الحضرية.
- رغم تركيزها على الاستخدام اليومي داخل المدن، إلا أن السيارة ستحتفظ بمدى يكفي للانتقال بين المدن عند الحاجة، مع الحفاظ على لمسات الفخامة والتشطيبات اليدوية التي تميّز هوية بنتلي.
- الشركة سجّلت أسماء تجارية مثل Mayon و Barnato، وقد يُعتمد أحدهما للاسم النهائي للطراز.
- الأسواق المستهدفة الأولى تشمل الصين، حيث يتصاعد الطلب على سيارات SUV الفاخرة الكهربائية بين طبقات الشريحة الشابة والعصرية.
المنصة والمحرك والشحن
- سيُبنى هذا الطراز على منصة مشتركة بين بورشه وأودي، وهي المنصة التي تعتمدها طرازات مثل بورشه ماكان EV و أودي Q6 e-tron.
- المنصة قادرة على دعم منظومة دفع ثنائية (محركان) تصل قوّتها إلى 630 حصانًا، مع بطارية بسعة 95 كيلوواط-ساعة، وتدعّم تقنية شحن بجهد 800 فولت تسمح بشحن من 10% إلى 80% في حوالي 21 دقيقة.
- الرئيس التنفيذي فرانك-ستيفن فاليسر أكّد أن الأرقام النهائية لم تُحدد بعد، لكن السيارة ستحمل أداءًا وشحنًا وكفاءة تفوق التوقعات في فئة السيارات الكهربائية الفاخرة.
- مع ذلك، استُبعدَ التركيز على كونها “رحّالة لمسافات طويلة”؛ فالأولوية تُعطى للأداء العالي، والتقنيات الذكية، والشحن السريع.
سياق أوسع: استراتيجية “Beyond100+” والتحول نحو الاستدامة
تنتمي هذه المبادرة إلى استراتيجية الإلكترification المسماة Beyond100+، التي تهدف إلى جعل كل طراز جديد من موديلات بنتلي كهربائيًا أو هجينًا بحلول عام 2030 تقريبًا، مع خفض البصمة الكربونية في تصنيع السيارات.
كما أن مصنع بنتلي في كرو يُشغّل حاليًا بطاقة صديقة للبيئة — الكهرباء المستخدمة في التصنيع مصدرها الطاقة المتجددة أو معتمدة ككربون محايد — وقد اتخذت الشركة خطوات بالفعل نحو صباغة منخفضة الانبعاثات، وتطوير ما يُعرف بـ “مصنع الأحلام” ليصبح منشأة رقمية مرنة وتصنيعية عالية الكفاءة.
من الجدير بالذكر أن بنتلي أعلنت في 2024 أنها ستواصل بيع السيارات الهجينة الموصولة بالشبكة حتى عام 2035، متخلية عن هدفها السابق بالتحول الكامل إلى الكهرباء بحلول عام 2030.
مقارنة مع المنافسين: كيف يتماشى الطراز مع ما تقدّمه أودي وبورشه؟
لنفهم موقع المنافسة، يمكن أن ننظر إلى طراز Audi Q6 e-tron، الذي يُعتبر أحد أوجه المنصة المشتركة مع هذا الطراز الجديد:
- الطراز Q6 e-tron يعتمد بدوره المنصة المشتركة، ويُقدّم خيارات دفع خلفية أو دفع رباعي، مع أداء يصل إلى حوالي 456 حصانًا في النسخة ذات المحرك المزدوج.
- البطارية تبلغ نحو 94 كيلوواط-ساعة، مع سرعة شحن عالية.
- في أحد الاختبارات، حقّق Q6 e-tron في النسخة Quattro زمن تسارع من 0 إلى 60 ميل/ساعة في حوالي 4.4 ثانية.
إذا استطاعت بنتلي أن تحافظ على هذه الأرقام أو تتجاوزها مع المحافظة على طابعها الفاخر المتميّز، فإنها قد تضع نفسها متميّزة في سوق السيارات الكهربائية الفاخرة المتنامية.
التحديات والفرص
رغم أن دخول بنتلي إلى عالم السيارات الكهربائية يمثل خطوة تاريخية، إلا أن الطريق أمامها ليس خالياً من التحديات. فعملاء العلامة البريطانية اعتادوا على مستوى استثنائي من الرفاهية والعزل الصوتي وتجربة القيادة الفاخرة، ما يجعل أي تراجع في هذه المعايير واضحًا بشكل كبير. يضاف إلى ذلك أن البنية التحتية للشحن، وخاصة محطات الشحن الفائق بقدرة 800 فولت، ما تزال غير متوفرة بالشكل الكافي في جميع الأسواق، وهو ما قد يحد من استفادة بعض العملاء من الإمكانات الكاملة للسيارة. كذلك، فإن تكاليف تطوير منصة كهربائية متقدمة وضمان تحقيق الأداء المتوقع تمثل استثمارًا ضخمًا، بينما قد يشكل توقيت دخول السوق عامل مخاطرة، خصوصًا مع تباين مستويات الإقبال على السيارات الكهربائية الفاخرة بين الدول.
في المقابل، تحمل هذه الخطوة فرصة كبيرة لبنتلي. فالانتقال إلى الكهرباء يمنحها فرصة لجذب جيل جديد من العملاء الشباب الذين يبحثون عن الفخامة الممزوجة بالتكنولوجيا النظيفة. كما أن الإرث العريق للشركة يمنحها ميزة تنافسية فريدة تجعلها قادرة على التميز في سوق مزدحم بالمنافسين. إضافة إلى ذلك، فإن بنتلي تستطيع أن تضع نفسها في موقع الريادة بين علامات السيارات الفاخرة في مجال الاستدامة، الأمر الذي يعزز صورتها المستقبلية. ولا يمكن إغفال أن الاعتماد على الكهرباء يوفر أيضًا تكاليف تشغيل وصيانة أقل مقارنة بمحركات الاحتراق التقليدية، وهو ما يزيد من جاذبية الطراز الجديد، خصوصًا في الاستخدام الحضري.
سيناريوهات متوقعة وتوقعات
- متوقع أن يُكشف عن السيارة في منتصف 2026، وتبدأ المبيعات في أوائل 2027.
- بعض الصور التجسسية التي ظهرت تُظهر ملامح تصميم مربّع في المقدمة، وغطاء محرك شبه أفقي، وأجنحة خلفية بارزة، مع مقبض باب تقليدي بدلاً من المقبض المختفي المعمول به في العديد من الطرز الكهربائية الحديثة.
- من المتوقع أن يتوسّع نطاق الطراز ليشمل في السنوات اللاحقة عمليات تطوير في الأداء والبطاريات، وربما نسخة عالية الأداء تنافس الطرازات الرياضية الكهربائية الفاخرة.
- قد تدعم السيارة تقنيات مستقبلية مثل الشحن اللاسلكي أو إمكانيات ذكية للتوصيل بالشبكات (V2X) إذا ما رغبت بنتلي في أن تواكب أحدث الاتجاهات المستقبلية.
إطلاق أول سيارة كهربائية بالكامل لبنتلي يمثل لحظة مفصلية في تاريخ العلامة البريطانية، ويعبّر عن توجه شامل نحو دمج الفخامة مع التكنولوجيا النظيفة. إذا نجحت بنتلي في تقديم أداء كهربائي يضاهي سمعتها العريقة في الأداء الفاخر، فإنها ستحقّق قفزة نوعية في المنافسة ضمن الفئة الفاخرة.
من الآن وحتى ظهور الطراز، ستُسلّط الأنظار على مدى قدرتها على تحقيق التوازن بين الاستدامة، الأداء، والروح الحصرية التي طالما ميّزت سياراتها. وفي إطار استراتيجية Beyond100+، هذه السيارة ليست بداية فقط، بل قد تكون بمثابة حجر الزاوية نحو مستقبل كهربائي كامل لبنتلي.